


بليستيا و الأرض الطيبة



في بيت الجد و الجدة الهادئ الجميل، كانت لينة وسلمان يلعبان معا في حديقة المنزل.







فجأة، سمعا صوتا ينادي : لينة، سلمان .. حان وقت سماع قصتنا لليوم، من يريد ؟ من يريد سماع القصة ؟

لينة، سلمان .. حان وقت سماع قصتنا لليوم،
من يريد ؟ من يريد ؟






لينة: أنا أنا
سلمان : أنا أنا

أنا أنا أنا ......
أنا أنا أنا ......




الجد عبد الله :
تعاليا بقربي لأحكي لكما سر اليوم. قِصَّةُ اليَوم سَتكونُ عَنِ بْلِيسْتْيَا
و الأرضِ الطيِّبَة.



في قرية هادئة تقع وسط الأرض الطيبة



كانت تعيش فتاة صغيرة تدعى بليستيا.



لينة: أين تُوجَدُ الأرضُ الطَيِّبَةُ يا جَدِّي ؟



الجد عبد الله: الأرضُ الطَيِّبَةُ هي أرضٌ كبيرةٌ عامِرَةٌ بالخَيْرَاتْ .



الجد عبد الله: و فيها مسجدٌ كبيرٌ يُعْتَبَرُ القِبْلَةَ الأولَى للمُسْلِمِينْ.



كانت بليستيا تحب اللعبَ مَعَ أصدقائها تَحْتَ أشعةِ الشمسِ الدَّافِئَة و الاستمتاع بِالطبيعَةِ الخَضْراءِ .



وكانت تُحِبُّ أيضاً الاستماعَ إلى حِكَاياتِ جَدِّها عَنْ تَاريخِ شَعْبِها
وَكَيفَ عاشوا في سلامٍ وحُرِّيَّةٍ مُنْذُ زَمَنٍ بَعيدْ.



لكن في ذلك اليوم، حدث شيءٌ مُرَوِّعٌ غَيَّرَ حَياةَ بْلِيسْتْيَا إلى الأَبَد.



بينما كانت بليستيا تجلس في ظل شجرة كبيرة، سمعت صوتاً عالياً وغريباً يقطع الهدوء.



عندما رفعت رأسها، رأت مجموعة من الرجال الغرباء يركبون خيولاً سوداء ويحملون أسلحة لامعة.




كانوا يرتدون ملابس غريبة ويتحدثون لغة لا تفهمها. كانوا يبدون مخيفين.




بَدَأَ الغُرَباءُ بالاقْتِرابِ مِنَ القَريَةِ و هُمْ يَصْرُخُونَ بأصواتٍ عَالِيَة جدا.



قَالوا أَنَّهُم جاءُوا مِن بِلادٍ بعيدةٍ لاسْتِعادَةِ أرْضِهِمْ وأَنَّهُم يأمُرونَ السُّكَانَ بِمغادرةِ القريةِ فوراً.



لأنهم يَزْعُمُونَ أن الأرضَ الطيِّبَةَ أصْبَحَتْ مِلْكاً لَهُمْ. و تَوَعَّدُوا كُلَّ مَنْ يُقَاوِمُهُمْ أو يَعْتَرِضُ عَلى أَمْرِهِم.



لَكِنَّ شُيُوخَ القَرْيَةِ لَمْ يَخْضَعُوا لَهُمْ. وقالُوا أَنَّهُمْ لَنْ يَترُكوا أَرَضَهُم التي عاشوا عَلَيْها مُنْذُ قُرون



و أَنَّهُمْ سَيُدَافِعونَ عَنْ حَقِّهِم وحُرِّيَّتِهِم بِكُلِّ شَجَاعَة.



بالرَّغْمِ مِنْ بَسَاطَةِ أَسْلِحَتِهِمْ، إلا أَنَّ قُلُوبَهُمْ صادِقَةٌ و إيمانُهُمْ راسِخٌ بالنَّصْر.



وهَكذا انْدَلَعَتْ مَعْرَكَةٌ ضارِيَةٌ بين السُّكَّانِ والغُرَباءْ. كَانَ الغُرَباءُ أكثَرَ عدداً وأقوى سِلاحاً. فَقَدْ أحرقو كُلَّ شَيءٍ في طَريقِهِمْ.



كان السُّكَّانُ يُقاوِمونَ بِكُلِّ شَجاعَةٍ وإصْرَارْ و كانوا يُحاوِلونَ حِمايَةَ بُيُوتِهِمْ وَمَزارِعِهِمْ وعائلاتِهْم بِكُلِّ قُوَّتِهِمْ،



لَكِنَّ النَّارَ الْتَهَمَتْ كُلَّ شَيْءٍ فِي القَرْيَة.



www.kissasy.com

سلمان: و ماذا حدث لبليستيا يا جدي ؟





اخْتَبَأَتْ بْليستيا خَوْفاً تَحْتَ صَخْرَةٍ داخِل الغابةِ. رَأَتْ كَيْف قَتَلَ الغُرَباءُ أصدِقاءَها وجيرانَها وأقارِبَها.



و سَمِعَتْ صَرَخَاتِهِمْ وَدُعاءَهُم. شَعَرَتْ بالحُزْنِ والخَوْفِ والغَضَبْ. ظَلَّتْ بْليستيا مُخْتَبِأَةً وَسَطَ الغابة،



إلى أن رَأَتِ الغُرَباءَ يُغادِرونَ، بَعدَ أنِ اتَّفَقوا على أَن يَذْهَبو إلَى القريةِ المُجاوِرَةِ



لِيَفْعَلُوا بِهَا مِثْلَ ما فَعَلُوا بِقَرْيَتِها التي أَصْبَحَت أَطْلَالاً وجُثَثاً وحُزْناً.



خَرَجَتْ بْليسْتْيا مِن مَخْبَئِها بِحَذَرْ. لَمْ تَجِدْ أحداً مِن عائِلَتِها. كانت وَحيدَةً وَسَطَ الدَّمَارْ.



بَكَتْ بِحُرْقَةٍ عَلى فُقدانِها لِكُلِّ ما تُحِب.



رَكَضَتْ بِسُرْعَةٍ نَحْوَ الغَابَةِ الكَثِيفَةِ التي تَقَعُ خَلْفَ القَرْيَة.
آمِلَة في أَن تَجِدَ مَكَاناً آمناً بَيْن الأشْجَار.



وهَكذا بَدَأَتْ مُغامَرَةُ بْليسْتْيا الطَّويلَة في عَتْمَةِ الغَابَة، قِصَّةِ بْليسْتيا لِتَحْريرِ أَرْضِها مِنَ الغُزاةِ الأَشْرارِ الظَّالِمِين.



الجد عبد الله :
هل تعلمون من هم هؤلاء الغزاة المتغطرسون؟
لينة و سلمان: لا يا جدي من هم ؟؟



الجد عبد الله: هؤلاء الغُزَاةُ هُم جُنُودُ الاحْتِلالِ الاسْرائيلي الذِينَ هَجَمُوا و اسْتَوْلَوْ عَلى أَرْضِ فِلِسْطِينَ الطَّيِّبَةِ و أَخَذُو أَرْضَهَا عُنْوَةً و نَسَبوهَا لَهُمْ .



الجد عبد الله: لَكِنَّ قِصَّةَ تَحْريرِ الأَرْضِ الطَيِّبَةِ بَدَأَتْ مُنْذُ القِدَمْ و لا تَزَالُ قَائِمَةً إلى يومِنا هذا.



و نَدْعُوا الله أَنْ يُخَلِّصَ الأَرْضَ الطَّيِّبَةَ و أهْلَها مِنْ هَؤلاء الإِسْرائِيلِيِّينَ الغُزَاة.



لينة و سلمان: آمين يا رب
آمين اللهم انْصُرْهُمْ عَلَى أَعْدائِهِم.



قصص جدي
عبد الله

مع لينة و سلمان



www.kissasy.com
تابعونا للمزيد من القصص مع